الاثنين، 30 مايو 2016

أي العقول تملك !!





من منكم قراء رحلات جوليفر التي كتبها جوناثان سويفت أعظم مؤلف ساخر إنجليزي وذلك بين عامي ١٦٩٩م وعام ١٧١٥م. حيث قسم روايته الى اربعة اجزء رئيسية والتي تحدث فيها عن شخصية وهمية تدعى جوليفر وهو طبيب إنجليزي بارد الإعصاب ونادرا ما يبدى اي أنطباع شخصي او استجابة عاطفية عميقة.


ذكر المؤلف ان جوليفر قام برحلة بحرية حول العالم، وخلال رحلتة تعرض لعاصفة تسببت بأن القت به في بلاد يسكنها ويحكمها الأقزام، حيث انهم قامو بربطه بالحبال وسحبه الى قصر الملك وذلك لانه غريب الشكل والمظهر فه طويل ومختلف عنهم، ثم هرب و انتقل من بلاد الأقزام الى بلاد العمالقة والذين بدورهم لم يرحبو به لانه قصير ولا يشبههم، فقرر تركهم والابحار مجدد، وهذه المرة القت به الامواج في ارض المثقفين، فوجدهم أناس في ضياع فكري و غيبوبة عقلية، حيث انه وجدهم اصحاب مشاريع وافكار ولكن جميعها وهمية وغير قابلة للتطبيق، فلم يستطع إحتمال ذلك فقرر الانتقال الى بلاد السحر والسحرة، فوجده عالم عجيب التقا فيه بكل عظماء التاريخ الذين اكدوا له أن التاريخ كله كذب في كذب، وان المؤرخ يكتب و وراءه مدفع الحاكم القوي، فالتاريخ يكتب لصالح الرجل القوي دائما...بعد ذلك القت به السفينة مرة اخرى في ارض بها أناس في غاية الغباء، هؤلاء الناس تحكمهم خيول في غاية الذكاء ...وقد احتاروا في أمر جيلفر!! هل يعتبرونه إنسان اي غبيا مع انه ذكي، ام هل يعتبرونه حصانا ذكيا مع انه ليس حصان .... واخيرا ومن باب سد الذرائع فقد قررو طرده من ارضهم لان له جسم إنسان وذكاء حصان!!


وبعد ثلاث سنوات من رحلته المثيرة ادرك ان كل شيئ في هذه الحياة نسبي فانت طويل في بلاد الأقزام ...وقزم في بلاد العمالقة، وغبي في بلاد الخيول، وكذاب في العالم الأخر ...


ولكن ذلك الإدراك النسبي لما يدور حولنا والذي تحدث عنه جوناثان سويفت في روايته مرهون بمستوى العقل الذي تحمله داخل رأسك. حيث هناك مستوى إدراك بسيط، ومستوى إدراك متوسط، ومستوى ادراك عالي. وبكل تأكيد انك عندما تتأمل منهم حولك ستجد انك تتعامل مع تلك الاصناف الثلاثة من العقول البشرية كل يوم سواء في العمل، أو الشارع، او وسائل التواصل الإجتماعية.
وسيظهر ذلك بوضوح عند فتح باب النقاش والحوار حول موضوع بعينه. حيث انك ستجد ان اصحاب المستويات الثلاثة من العقول ستختلف طرق تعاطيها و تفسيراتها حول الموضوع الواحد.


ودعني وبإختصار اشرح هذه المستويات الثلاثة مع التمثيل وذلك حتى تستيطع ان تحدد ايها القارئ العزيز مستوى عقلك من بين هذه المستويات الثلاثة. ولنبداء بمستوى الإدراك العالي، وصاحب هذا العقل تجده يعيش في عالم الافكار المحاطة بالقيم والمبادئ والآراء والعقيدة والفلسفة والتأمل العميق والنقد المجرد والمراجعة والتجربة. صاحب هذا العقل لديه قدرة ليس فقط على التحليل والتنظير بل والقدرة على الاستنتاج المحايد. صاحب هذا العقل وفي كثير من الاوقات لا يعترف بالمنطق والمألوف، ويحتكم فقط لنتائج التجربة والخبرة.

المستوى الثاني من العقول، هو صاحب العقل متوسط الإدراك،  صاحب هذا العقل يعتمد على النقل والتوثيق دون تجربة، بالاضافة الى ان صحاب هذا العقل يعيش في عالم الاشياء اي الماديات ويبني عليها توجهاته و ارائه. وفي جميع نقاشاته وحواراته تجده يركز على الجزئيات ولا ينظر الى الكليات، فتجده يتناول الاحداث والنقاشات من زاوية واحدة من دون النظر او ملاحظة ان هناك احتمالات او حلول اخرى للمشلكة. هذه الانواع من العقول تكون خطيرة عندما تغلب على أذهان أي أمة.

المستوى الثالث من العقول هو صاحب العقل بسيط الإدراك او السطحي. صاحب هذا العقل لا يعتمد على التثبت او القياس والتجربة في حكمه على الامور، بل يعتمد في مصادرة على الشائعات والخرافات والتي يتعاطها ويتعامل معها كحقائق ومسلمات. في كثير من الاحيان صاحب العقل السطحي يستخدم العاطفة اكثر من المنطق في الحكم على الامور، وهذا بدوره يوقعه في إشكالات كثيرة. صاحب هذا المستوى من الإدراك يناقش الاشخاص ولا يناقش الافكار وهو أكثر خطورة من المستوى الثاني للإدراك حيث انه يلجئ في كثير من الاحيان وعند الاحساس بالهزيمة الى مهاجمة الاشخاص وإلى اقصاء الأفكار مستخدما في ذلك جميع الاسلحة الثقافية والفكرية والدينية واللغوية.


هذه هي الانواع الثلاثة للعقل البشري، والمطلوب منك الان هو تحديد مستواك الإدراكي والعقلي حتى تتمكنى من تطوير قدراتك والانتقال به الى مستويات افضل واعلى بإذن الله…


في المقال القادم بإن الله ساتطرق الى اهم المسببات و العوامل التي تقوم ببناء كل مستوى من المستويات الثلاثة السابقة الذكر. حيث ان كل مستوى من الإدراك هو نتيجة لعوامل اجتماعية وثقافية وبيئية محيطة بالشخص والتي ادت بدورها لتكوين ذلك المستوى الإدراكي والعقلي.

د. فهد الفيفي

الاثنين، 16 مايو 2016

الاخطاء الستة القاتلة للعمل التطوعي






خلال عملي ومعايشتي لتأسيس كثير من المنظمات التطوعية الطلابية في الولايات المتحدة الامريكية والتي امتدت الى إحدى عشر عاما، ومع مرور الايام والاحتكاك بالمتطوعين والمستفيدين من تلك الاعمال التطوعية، وبناء على الممارسة والتجربة، ظهر وثبت لي بأن العمل التطوعي يقوم بدور جوهري إيجابي في دفع عجلة التطوير والتنمية سواء الاجتماعي والثقافي والحضاري والاخلاقي والديني ليس فقط على مستوى الفرد المتطوع ولكن ايضا على مستوى المجتمع المستفيد من تلك الاعمال التطوعية.

وبناء على هذه التجربة الطويلة والتي كانت تجربة رائعة وحافلة بكثير من الاحداث والمغامرات والإنجازات فقد رئيت انه من الواجب علي مشاركة بعض الاخطاء الشائعة التي لمستها وعايشتها وكنت ولا زلت والتي اتمنى ان تنقرض وتختفي من البيئة التطوعية الطلابية وغيرها من البيئات التطوعية الاخرى. حيث انني قمت بتلخيصها على عجالة في النقاط التالية:

اولا: هناك عدد من القائمين على الأعمال التطوعية الطلابية اوغيرها لايدرك المعاني الجوهرية للعمل التطوعي والادوارالاجتماعية والثقافية والاكاديمية التي يجب معرفتها والتركيز على تعلمها وتعليمها. ويرجع ذلك لقل المعرفة برسالة العمل التطوعي والاهداف والادوار المراد تحقيقها، والتي في كثير من الاحيان تتسبب في فشل البرامج التطوعية ووئدها في مهدها.

ثانيا: ضعف الإلمام والفهم الكافي للوائح والانظمة الخاصة بالعمل التطوعي والذي ينتج عنه في كثير من الاحيان ارتكاب اخطاء فادحة داخل منظومة العمل التطوعي والتي تعود بمردود عكسي على المشاركين في العمل التطوعي وايضا المستفيدين من ذلك العمل.

ثالثا: عدم التحفيز والتقدير لفرق العمل المشاركة بما يتناسب مع مستوى العمل الخيري المنجز، وهذا العامل يعد من اهم الاسباب التي تقتل الحماس وتضعف الهمم لدى المتطوعين.

رابعا: عدم إتقان قائد العمل التطوعي لاساسيات القيادي الفعالة، وهذا قد يحدث فجوة كبيرة بين قائد الفريق و اعضاء الفرق التطوعية، وهذه من اشد العوامل خطورة حيث ان ذلك القائد او رئيس الفريق يحدث لديه في كثير من الاحيان خلط بين مفاهيم واهداف والوائح التنظيمية للعمل التطوعي والعمل الالزامي.

خامسا: إستئثار القائد بإتخاذ القرارات وعدم اشراك بقية اعضاء الفريق التطوعي في بناء تلك الاهداف المراد تحقيقها، وهذا الاجراء يسبب في كثير من الاوقات ضعف الحماس وعدم الاحساس بالانتماء الكامل لتلك الجهة التطوعية.

سادسا: عدم اتقان العمل المؤسسي والجماعي وطرق بناء فرق العمل والتي يفترض ان تكون مبنية على مبداء الفريق وليس الفرد، ونتائج هذا الخلل يظر بشكل كبيرعند إقدام القائمين والمشاركين في الاعمال التطوعية بالمحاباة في إسناد المهام التطوعية و شخصنه العمل التطوعي. وهذا وبكل تأكيد سيقود الى ماهو اسواء وهو محاولة تحقيق مصالح شخصية من قبل بعض الافراد المشاركين على حساب منظومة الفريق والعمل الجماعي، وهذا وبكل تأكيد يتنافا مع اساسيات العمل التطوعي الجماعي.

هذه اهم العوامل التي قد تؤثر سلبا على الاعمال التطوعية والتي وددت مشاركتها مع قادة المستقبل لعلها تكون نافعه.

د. فهد الفيفي


المزايا الستة للعمل التطوعي




كل فردا منا له طريقتة المختلفة لسبر اغوار الحياة، وتفسيرة الخاص لمفهوم النجاح. ومن هذا المنطلق فلابد ان يكون محصلة الاختلاف في التفسير والطريقة في الأداء يقودنا الى الى التنوع. ومن هذا المنطلق نشاهد كثير من الشباب والشابات له اسلوبه المميز وطريقتة الخاصة في الوصول إلى الخير وفعله. كثير من الاصحاب والاحباب من حولي وجد وأدرك ان السبيل الامثل والافيد لإسعاد نفسه هو من خلال رسم الابتسامة والسعادة على وجوه الأخرين. هؤلاء الشباب الرائع أدرك ان العمل التطوعي بما يحتويه من فعلا للخير ونشر للرحمة والمودة هو تأصيل لمعاني ديننا الحنيف الذي اكد وحث على مكارم الاخلاق وحب الخير للغير والبذل والعطاء.

هؤلاء الصنف من الشباب أحاط بما لم يحط به كثير من الخلق، هؤلاء الشباب هم من يسير على خطا ومنهاج الأخيار والعظماء من الانبياء و الصالحين الذين نذرو انفسهم و اوقاتهم لخدمة الغير بدون مقابل، فالمقابل الحقيقي هو عند الله الكريم العليم.

عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهراً...الخ.
في أحدى مقالتي السابقة ذكرت الاخطاء الستة القاتلة للعمل التطوعي.

أما في هذا المقال فسأقوم بذكر المزايا الستة للعمل التطوعي والتي هي نتاج تجارب وخبرات وقراءة على مدار إحدى عشر عاما قضيتها متنقلا بين ومع جيل الشباب التطوعي ، وهي كالتالي:

الميزة الاولى: إكتساب مهارات القيادة
ما يميز القائد على مختلف الازمان والعصور واختلاف الضروف والاحدث هو التضحية، واتخاذ القرارات الحاسمة و الحساسة، والتنظيم الدقيق للوقت والمال و الجهد ، بالاضافة الى النظرة الثاقبة والمتفائلة للمستقبل والتي تكون متزامنه مع التخطيط الدائم للاحداث والافعال. ولن تجد افضل بيئة لتعلم هذه المهارات والقدرات من البيئة التطوعية. بيئة المنظمات التطوعية تكون في كثير من الاحياة بيئة متحررة مرنه اكثر من المنظمات الربحية او الحكومية والتي لا تخلو في كثير من الأحيان من الانظمة المحبطة والمثبطة والمقيدة للمبادرين و المبدعين من الشباب القيادي الطموح الذي يفكر خارج الصندوق.

الميزة الثانية: إكتساب خبرات عملية وتجارب إدارية
في الغالب فإن الطالب يصب مجمل تركيزة على تحصيلة العلمي متنقلا بين القاعات و المناهج الدراسية، في حين ان الجانب المجتمعي والخدمي يكون هامشي او مهمل طيلة المرحلة الدراسية للطالب، ومن هنا تأتي اهمية انخراط الطالب في الاعمال التطوعية والتي تكسبة خبرات عملية وعلمية لن تتاح له او لها من خلال القاعات والمناهج الدراسية. من اهم الخصال التي يكتسبها المتطوع خصلة البذل ومعانية والاحسان ومقاصده وحب الخير واثره وطمئنينة النفس وحلاوتها، ونبل الطباع واهميتها، وشهامة الرجال في المواقف والملمات، فكما قيل (الحياة مدرسة ومناهجها التجارب).

الميزة الثالثة: بناء علاقات شخصية جديدة
العمل في المجتمع التطوعي يكسبك مصاحبة الاخيار من اهل البذل والعطاء والاحسان بلا مقابل، فهم اهل الهمم واهل الخلق والعلم. فما بني على المحبة الصافية والصحبة الصادقة بدون تكلف او مقابل فسيكون نتاجه بأن غنمت كنوز دنيا، فكما قيل ويقال بأن معرفة الرجال كنوز، وخيرا من التجارة مغانمها. واستشهد هنا بقول الحبيب علية الصلاة والسلام: ( إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير: إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجد منه ريحا خبيثَة ).

الميزة الرابعة: التعرف على عادات وثقافات مختلفة
المشاركة في الاعمال التطوعية يفتح أبواب الثقافات والمجتمعات الموصدة امام كثير من الباحثين والدارسين. من خلال العمل التوعوي تستطيع الوصول الى قلوب الجميع وبلا استثناء او تكلف مهما أختلفت جنسياتهم او معتقداتهم بأسرع الطرق وايسرها. فما يتم دراسته والتنقيب فيه عن الثقافات والمجتمعات في الجامعات والمعاهد تستطيع الوصول اليه وفهمه واكتشافه من خلال بضع أعمال تطوعية مع افراد تلك المجتماعات. سينتابك شعور من نوع مختلف عند الانتهاء من احد تلك الاعمال التوعويه، فهو عمل رائع يستحق التجربة.

الميزة الخامسة: تأصيل مفهوم مكارم الاخلاق
من اهم الصفات التي يمتاز بهما المشاركين في الاعمال التطوعية هو البذل والعطاء بدون مقابل. وكما ذكرت في المقدمة بان هذه الصفات هي من صفات وخصال العظماء والانبياء. فإن هذه الصفات والخصال قد جبل الانسان عليها منذ ولادته ولكن مالم يتم صقلها و تطويرها وتصفيتها من شوائب الدهر وافعال الزمان فستظل راكدة هامدة اوقد تنقرض وتضمحل. وهنا يأتي دور العمل التطوعي، فمن خلاله يكتشف الشاب او الشابة المشارك مدى تأثير ذلك الفعل على جانبه النفسي والانساني، والذي بدوره يفتح امامه وداخل عقله ابواب الحكمة ويتيح له مشاهدة العالم من النافذة الاكبر المطلة على شرفة الحياة الفسيحة، بالاضافة الى ترويض النفس والخروج بها من قوقعة الانا والانانية إلى حب الخير للجميع. وهذا تأكيد لحديث الحبيب علية الصلاة والسلام عندما قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

الميزة السادسة: الحصول على السعادة القلبية والصحة النفسية السليمة
يقول الحق - سبحانه -: {مَنْ عَمِلَ صَالِـحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:٧٩]. الصحة والتوازن النفسي مطلب اساسي للاستقرار الفكري والدراسي و الاجتماعي، ومن اهم فوائد ومزايا العمل التطوعي هو الاحساس بإشباع الجانب الديني والروحي والذي يعد امرا في غاية الاهمية. فعندما يدرك المتطوع بان ما يقوم به من بذل وعطاء وإحسان هوعمل تعبدي، "حيث انها عبادة متعدية، واجرها وفضلها خير من العبادة القاصرة" فهذا بدوره سيدفعه تلقائيا الى الاحساس بالطمئنينة النفسية الكبيرة والتي يكون لها مردود سحري على تعاملاته وعطائه وعلاقاته. ايضا من مزايات العمل التطوعي والمرتبطة بالصحة النفسية القدرة على ترويض النفس ومحاولة التحكم في انفعالتها.
 حيث ان العمل التطوعي يدفعك الى الالتقاء بإناس غريبي الاطوار ومختلفي الطباع والثقافات، وهنا يأتي دور الحلم وقوة التحمل وفن إدارة المواقف. ايضا من ميزات العمل التطوعي بان يتم تفريغ الطاقة الحيوية سواء الايجابية او السلبية، حيث ان بقائها في الجسم يكون ضار بها مهلك لبنيتها الفكرية والبدنية.

هذه بعض المزايا التي احسست بها وإكتسبتها خلال مشاركاتي البسيطة في بعض الاعمال التطوعية (الخيرية) والتي وددت ان اشاركها مع نخبة الشباب، الذين يقع على عاتقهم حمل وهو تأصيل وتفعيل الدور الخيري والاعمال التطوعية في مجتمعنا. فجميعنا يأمل ويتمنى بأن يشاهد الخير ومحبي الخير ليس فقط في كل ركن من اركان بلدنا الخير المعطاء بل في ارجاء الكون الفسيح. يدا بيد لبناء مجتمع الابداع و العطاء والتميز.
د. فهد الفيفي

افلام اون لاين