الجمعة، 9 سبتمبر 2016

فرحة العيد !



سألني أحد ابنائي هل سيكون العيد هذا العام بجمال تلك الأعياد التي قضيناها في بلاد العم سام؟ 
فأجبته وبدون تأمل وتفكير - بنعم سيكون افضل واجمل وابها، فسعادتنا ليست معلقة او متعقلة بمكان او زمان ولكن السعادة بمعناها الحقيقي هي في القلب وبين اضلع الفؤاد. هي  تلك التي نصنعها بأنفسنا، السعادة ياو ولدي لن تأتيك من الخارج بل لابد ان تكون نابعة من داخلك مترجمة من خلال اقوالك وافعالك

وبعد برهة، أمعنت التفكير في السؤال المطروح واخذ العقل  يستجدي الذكريات. هل حقا العيد في قريتي ومدينتي وبلادي يبعث على الفرح وينشر السعادة والبهجة في قلوب الصغار قبل الكبار، ام انه قد فقد ابسط مقومات الفرح؟

اذكر انني كنت في طفولتي عندما اسمع او استمع لـ (الله اكبر الله اكبر ...) يصدح بها للرحمن، او (يا ليله العيدأنيستينا) للراحلة العظيمة ام كلثوم او (ومن العايدين…) للفنان القدير محمد عبده او (كل عام وانتم بخير…) للموسيقار الراحل طلال مداح انتشي فرح وسرورا وبهجة بالعيدكان الفرح في كل زوايا البيت و الذراع و البقعة والسكة والجبل الاسفل والجبل الاعلى و المسجد والدكان و السيارة والطيارة ….بل في جنبات الكون بأكمله

كانت رائحة بارود الالعاب النارية (الشححيات) يبقى في انفي وفي ملابسي لمدة عشرة ايام بعد يوم العيد. اذكر اننا نصاب بعسر الهظم وتلبكات في المعدة ولمدة تزيد عن عشرة ايام نتيجة لذالك اليوم المشهود!

كانت البيوت مليئة بالحب والفرح تستقبلنا بالعود و البخور والحلويات والعيديات سواء أكنا فرادا او جماعات، بل ايضا ليست البيوت  فرحة مبتهجة فحسب، بل قلوب ساكني تلك البيوت كانت ممتلئة بسحر الحب، تكاد تضيئ وجوههم من جمال المبسم.

اما في هذا الزمان فقد اصبحنا نستجدى الفرح، نلهث خلف ظلال حروف الحب والسعادة نتلمسها في الوجوه والطرقات هنا وهناك. لم يعد للفرح طعم او لون او نكهة ….لقد اصبح العيد كلوحه غالية ولكنها باهته مريضة

كيف لا ولم يعد للعود والبخور رائحةوللفجر والالعاب والبارود مكانوللعرضة و الرقصات الشعبية والاهاجيج صدىكيف لا والناس نيام في يوم العيد. هل مات الفرح  فينا ام قتل !!

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

1 التعليقات:

افلام اون لاين