الاثنين، 13 يونيو 2016

لماذا لا تتحقق اهدافي؟





اجرى التلفزيون الأرجنتيني عام ١٩٧٠م لقاء مع فتى لم يبلغ العاشرة من عمره، كان ذلك الفتى يملك مهارات مميزة وعالية في لعب كرة القدم،  كان يدعى دييغو مارادونا. سأله المذيع ماذا تتمنى؟ فاجاب الصبي إبن العشرة اعوام بذكر اهدافه الواضحة وبتركيز عالي:
  • اريد ان العب مع منتخب الأرجنتين.
  • اريد ان احقق معهم كأس العالم.
  • ايد أن أكون أحسن لاعب في العالم.


وبعد ١٦ عام وبالتحديد عام ١٩٨٦م فاز منتخب الارجنتين بكأس العالم بقيادة الاسطورة ماردونا.


اوساهيرو الياباني يترك برنامج الدكتوراة في الهندسة الميكانيكية في جامعة المانية ليلتحق بمصنع لصهر الحديد والنحاس والالمنيوم ويصبح عامل يلبس البدلة الزرقاء ويقضي في هذه المهنة ثماني سنوات ويعمل من ١٠ الى ١٥ ساعة يوميا، وذلك لكي يتقن صناعة قطع محرك السيارات بنفسة. وبعد تلك الثمانية اعوام يستمر اساهيرو لتحقيق هدفه الواضحة وبتركيز كبير حيث يستكمل مشواره بمجهودات شاقة ومتواصلة امتدت الى ٩ سنوات من خلال مصنعة الذي انشاءه لصناعة محركات السيارات وفي النهاية يتمكن من إنشاء مصنع محركات كامل في اليابان كأول محرك سيارات يصنع بالكامل في اليابان.


فاز اندريه اجاسي في بطولة ويمبلدون الدولية للتنس الارضي عام ١٩٩٢، فهنئة الصحفيون بفوزة لاول مره باللقب، فقال لهم مستنكرا، لم تكن هذه المرة الاولى التي افوز فيها ببطولة ويمبلدون، فقد فزت بها الاف المرات من قبل، منذ ان كان عمري ١٠ سنوات، حيث انني لا انام في كل ليلة حتى اتخيل انني اقف في هذا المكان وارفع هذا الكأس، لقد رئيت وتخيلت فوزي الاف المرات!!


في إحدى القرى المتواضعة وإبن الأرملة الفقيرة قال طفل لم يتجاوز العاشرة ايضا ويدعى بيل كلينتون لمعلمته، بأنه يريد ان يصبح رئيسا لأعظم قوة على الارض. ضحك من كلامه المعلمة والاقارب وحتى بعض من افراد عائلته، قالو له دعك من احلام اليقضة وكن واقعيا، ولكنه على ما يبدو تجرا على الواقع وكسر حاجزه وجداره!!


ما اود ايضاحه من خلال ما تم ذكره من قصص بعض الناجحين هو انه كان لزاما علينا المبالغة في والحرص على تحديد اهدافنا في مراحل متقدمه من العمر وقبل فوات الاوان. ولن يكون كافيا بأن يتم تحديد الأهداف فقط بل يجب ان تكون مقترنه بعامل التركيز والذي يعد الاداة السحرية لتحقيق اهدافك. عامل التركيز يساعدك على ترتيب اهدافك بطريقة يسهل عليك تحقيقها والوصول اليها.


ولو سئلنا الفاشلين والمماطلين والمسوفين عن اهدافهم وهل يملكون فعلا اهداف في هذه الحياة...فستجد وبكل تأكيد ان لديهم اهداف... ولكنها اهداف هلامية مطاطية تكون اقرب الى الامنيات والاحلام منها الى الحقائق وذلك بسب إنعدام عامل التركيز لدى هذه النوعية من البشر، ومن امثلة تلك الاهداف الهلامية والمطاطية والغير قابلة للقياس كالسعادة والثراء والشهرة. ومن علامات ضياع التركيز في ترتيب الاهداف وتحقيقها بأن يكون لديك شعور بالضياع وتراكم المهام عليك مع مرور الايام و بدون تحقيق شيئ يذكر، وهذا بدورة يزيد من مشقة الوصول الى الطريق الصحيح والتركيز الفعال لتحقيق اهدافك إن وجدت.  


إذا، كيف استطيع التعرف على اهدافي وبتركيز عالي يمكنني من معرفه الاهم فالاهم ومن ثم العمل على تحقيقها؟


سيكون لك ذلك من خلال تبني رؤية واضحة لا لبس فيها ولا غموض، تعيش معك كأنفاسك، يقل لها نومك، ويكثر معها سهرك، وتزهد لأجلها في مأكلك ومشربك. رؤية قابله للقياس والتطبيق...على سبيل المثال: ما مقدار المال الذي سوف احققه خلال ٥ اعوام؟ ما المنصب الذي اسعى إليه؟
وقبل هذا كله لابد ان تؤمن ايمانا كاملا بانك لن تسطيع تحقيق اهدافك مالم تتمرد على واقعك، فكن غير واقعيا في تفكيرك وطموحك، فالعظماء والناجحين والمبدعين كانوا لا يفكرون بالطريقة التي يفكر بها الناس العاديون!!


يقول ستيفن كوفي في كتابه إدارة الأولويات:
"إن الواقع اثبت أن الأفراد والمنظمات التي تضع اهدافا واضحة للوصول اليها تحقق نتائج افضل، وأن الواقع يثبت ايضا أن القادرين على وضع الأهداف والقادرين على الوصول إليها يحققون ما يحلمون بالوصول إليه".


وانا اقول:
اكتب ستة الى سبعة أهداف ترغب في تحقيقها في كل عام، أكتبها في ورقة صغيره وإجعلها في جيبك، وفوق مكتبك وعلى ثلاجة مطبخك...إن انقضى العام وتم تحقيق نصفها فانت رائع وفي الطريق الصحيح ...وستجد نفسك تقدمت ليس بخطوات ولكن بأشواط عن من هم حولك !!

د. فهد الفيفي



افلام اون لاين