الأحد، 27 مارس 2016

الطالبة اليابانية والقطار



أدهشتني قصة الطالبة اليابانية التي تستقل قطار للوصول الى مدرستها الثانوية. الخبر يقول ان شركة سكك الحديد اليابانية قامت برفض طلب ايقاف خدمة القطار الذي يربط بين مدينتي هوكايدو و شيراتاكي لعدم وجود مسافرين وتدني مدخولاته، حيث انه لايوجد الى مسافرة واحدة فقط وهي الطالبة سابقة الذكر، حيث انها تستقله يوميا للوصول الى مدرستها.
واكدت الشركة انها لن تقوم بإيقافة حتى تستكمل الطالبة مرحلتها الدراسية، بل قامت بتعديل رحلاته اليومية لكي يتوافق مع جدول الطالبة.
ما يستفاد من هذه القصة هو مدى حرص مؤسسات الدولة وعلى رئسها وزارة التعليم على تسخير جميع الامكانات لخدمة الطالب المجد والمجتهد. ولكن السؤال الاهم هو: كيف يتم التنبؤ بذلك المجد والمخترع والعبقري الذي سينهض بالبلاد والعباد من دول العالم الثالث الى مصاف الدول العظمى والصناعية. اين سنجد ذلك الطالب الذي اصبح عملة نادرة في هذا الزمن البائس.
كيف سنصنع و نكتشف ونحفز ابناء هذا الجيل و الجيل القادم وتعليمنا مقعد معطل ثلثي السنة. هل تعلم ان التعليم العام في المملكة العربية السعودية يعد اقل الأنظمة التعليمة من حيث عدد الايام الدراسية مقارنة بكثير من دول العالم الثالث والثاني والاول وذلك بالأرقام والاحصاءات.
فإذا نظرنا الى عدد ايام السنة والبالغة 365 يوما، فستجد الطالب السعودي يدرس 154 يوما فقط اي 22 اسبوعا فقط، وهذا يعني ان الطالب السعودي يكون في حالة ثبات بل تراجع وهدرطاقة وفكر لمدة 211 يوم. اليس هذا هدر للعقول والطاقات، ناهيك على انه مع وجود هذا الخلل البين الواضح، فإننا نجد وزارة التعليم تقوم بتوقيع العقود الخاصة بالصيانة والنظافة وغيرها، بالإضافة الى صرف رواتب المعلمين والموظفين لــ 365 يوما بدلا 154 يوما. اليس هذا يندرج تحت مسمى (هدر المال العام)!!!
وبمقارنة سريعة لبعض دول العالم فسنجد مثلا الطالب الياباني يدرس 243 يوم...والطالب الصيني 241 يوما .. والطالب الكوري الجنوبي 220 يوما... والطالب الاسرائيلي يدرس 215 يوما... والطالب الالماني والروسي يدرس 210 يوما ... والطالب الهولندي و التايلندي يدرس 200 يوما.. والطالب الاردني يدرس 195 يوم.. والطالب الامريكي يدرس 180 يوما..
ما اتمناه من وزارة التعليم هو إعادة النظر ليس فقط في المدة الزمنية التي يفترض ان يقضيها الطالب على المقاعد الدراسية ولكن ايضا إعادة صياغة الخطط الاستراتيجية والتشغيلية للوزارة والانتقال بتعليمنا الى البيئة التطبيقية المواكبة لواقعنا واحتياجاتنا المحلية والاستفادة من تجارب الدول الرائدة ومن اهمها دولة اليابان وقصة القطار والطالبة ...

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افلام اون لاين